: ضمها القبر قبل مااضمها..!!!

قصة: ضمها القبر قبل مااضمها..!!!

أغلق طلال الجوال وهو يتنهد بحزن على الخبر الذي سمعه ويردد بصدمه وبكل استغراب هل يعقل ان يزوجوني من دون حتى لايقولون لي شنو رايك؟..ووفاء!..حبي الاول والاخير..بسهوله خلاص راح اتخلى عنها؟.., كانت من اعظم المفاجآة التي تنتظر طلال لم يفكر بخطبه وزواج مفاجئ كما واجهه الآن..,
وفي وسط غرفة الفندق بالرياض رفع الجوال واتصل على وفاء واخبرها آخر كلماته بنبره حزينه: وفاء حبي الاول والاخير..أنا آسف للكلام الي بقوله بس!..جاء الوقت الي كنتي تحكين عنه دايم..وقت زفافي..انا خلاص بتزوج مهره بنت عمي.., وشهقات الحزن والبكاء تأتي من جهة جوال وفاء عبر الاسلاك..,
ويكمل طلال وهو يختنق بعبرة العذاب والقهر: وانا صحيح بتزوج..لكن!..ابيك تعرفين انه مو بيدي..والله اني انصدمت هذا حكم القدر وحكم اهلي..وانتي اكيد ماراح ترضين اعارض اهلي؟..لهذا نقطع علاقتنا هنا.., تغلق الجوال وهي حتى لاتودعه بكلمه حتى وتنتهي علاقته بوفاء التي عشقها وأحبها..تنتهي علاقته بها بقدوم مهره التي كان يبقضها تماما لانها السبب في كل ماجرى لقصة الحب التي بينه وبين وفاء..!!
مر على زواج طلال بمهره اكثر من ثلاث شهور وهو للآن لا يعتاد عليها ولايتطرق لتفكير بحبها.., مع انها تحاول بشتى الطرق لترضيه لكن!..يفضل (ديوانية الربع من مقابل وجهها) كما يردد دائما.., مهره لم تشتكي يوما من هذا الامر وحتى انه في بعض الاحيان يعلق على لباسها مع انها لاتختلف عن فتياة الاناقه لكنه يبقى رافضا ان يعلق بكلمة حسنه لها لعلها تعتقد انه يحبها.., وللاسف انها متأكده انه لايحبها..,
وفي ساعة متأخره جدا عادت مهره من منزل اهلها.., كانت تضع الغطاء الاسود على وجهها بالسياره ولاتتكلم سوى شهقات خفيفه تصل الى مسامع طلال الذي بات ينظر لها مستغرب مامشكلتها أثناء وقوفهم للون الاحمر لاشارة المرور..,
فقال يحاول ان يعرف مشكلتها: رحتو لدكتور..ها وشقالك؟..,
_صوت خافت بتردد_ماقال شيء..بس أشيــ..,
_يقاطعها بغضب_ارفعي صوتك مااسمعك..وشتقولين؟..,
_تدمع عيناها من تحت الغطاء لكن طلال لايعلم ماتحت الغطاء الاسود_قالي ماعندك مشكله بالانجاب..,
_تتسلل لوجه طلال ملامح الغضب فقد اختفت فرصته الوحيده لقطع علاقته بمهره_اجل وشفيك منكده؟..,
لكن لاترد باجابه وهو يستغرب حالها الغريب..ويبقى ينظر لسكوتها الغريب..ولأول مره يشعر بشعور باتجاهها لكن لم يكن سوى عطف عليها .., يتخلل الصمت بعد فتره صوت مهره: طلال..,
_سمي..,
_اذا رجعنا للبيت بعطيك شيء..ابيك تحتفظ فيه وماتشوفه الى لما انا اقولك طيب؟؟..,
_ووشو هو؟..,
_اذا رجعنا بتعرف..,
طلال لم يكن قاسي القلب جدا فقد كان يتجاوب مع مهره مع الايام لكن كان في كل مرة يهدم هذا التجاوب باندفاعه الغاضب..,
وهو على السرير اتته مهره.., نظر لها كان وجهها متضح عليه اثار البكاء الشديده.., فمدت يدها له.., نظر ليدها..,
فقالت له: خذ الظرف هذا الي ابيك تحتفظ فيه..,
_يأخذه من يدها_أها..ووش فيه هالظرف؟..,
_تبتسم_في شيء انا كاتبته لك.., ويهز رأسه موافقا ماتقول ثم يفتح الظرف تنظر له بحزن ..,
_ينظر لها_وشفيه؟..مو انتي طلبتي اشوفه؟..,
_تخفي الحزن_ودك تشوفه..عادي شوفه..أخليك انا..,
_يغلق الظرف ويرد بغضب_انتي مو قلتي انه لي؟..ليه زعلانه اجل؟..,
_تدمع_من يقول اني زعلانه؟..,
_ينهض بغضب_هذا الظرف!.., فقذفه على وجهها وأكمل: خليه لوجهك.., ويفتح الباب كعادته ويخرج..نزلت مهره على الظرف وأخذته وهي تبكي بقوه على ماتخفيه عن طلال ولعله يهتم بما تريد ان تقوله له.., لم يشعر بمدى عظمة مايحويه الظرف بالنسبة له.., طلال كان يعتقد ان مايحويه الظرف لربما كلام عن حبه القديم لهذا كان خائفا من قرأته فجعلها كعذر له ان يفتعل شجارا مع مهره..,
زادت حالة مهره المرضيه سوءا وبدأ طلال يشعر بالملل من حياته معها ومن حالتها الغريبه التي تعاني منها..فقد كان يتذمر كل دقيقه من ذهابها الى بيت اهلها ويصرخ بوجهها معتقدا انها تذهب للاستمتاع والترفيه عن نفسها..,
لكن بالحقيقه مهره كانت تزور اهلها بسبب مرض الاحتقان الذي كان خطيرا وهي تتعرض له مع انيميا حاده ..لم تخبر طلال بالامر..وبالاصل هو لايهتم بما تعانيه مهره ولما يعرق وجهها وتختنق او لما يغمى عليها دائما؟..لم يفكر طلال يوما بأي من هذه الاشياء فقط مايشغل عقله كيف يقطع علاقته بمهره للابد ليعود لحبه السابق..وفاء..,
فلقد وصلت جرأة طلال ان يتصل عليها ومهره بجانبه تسمع مايقوله وهو يتغزل بها ..بل انه اقام حفلة بعودته لها.., ومع هذا لم تشتكي..,
وفي هذه الليله صدف رجوع مهره من اهلها مع قرار قطع وفاء علاقتها به لكونها تريد الزواج..ومهره؟!..لم تكن مهمه كثيرا بالنسبه لها.., كانت تعبه جدا واتتها نوبة الاختناق مع نوبة غضب طلال بانها لاتستطيع جلب له مايطلب لشدة تعبها..بل انها لاتستطيع جلب ماتريد هي ايضا.., فنهض بكل جرأه وصرخ بوجهها: انا طفشت منك ومن بلاويك.., لكنها تبحث عن الدواء ولاتجده..,
_يصرخ مرة اخرى_ايش الي تدورين عليه؟..انا اكلمك..,
_تلتفت بتعب وتخبره_ابي علبة الدوا ياطلال..صدري ذبحني..,
_لكن لاتهز مشاعره ويشطاط غضبا_وبعد مريضه؟!..الله يبلاك مثل مابليتيني..يابنت موتي..مهوب انتي مريضه موتي وفكينا..اختفي من حياتي..احفري الارض واقبري نفسك وفكيني منك..,
كانت من اعظم الكلمات التي تسللت الى مسامع مهره..بسهوله!..مقابل ما فعلته له وصبرت عليه يطلب منها هذا الطلب..ان تموت؟!..وتردد بداخلها لهذي الدرجه كانت وفاء التي يعتقد اني ماني عارفتها غاليه عليه؟..لهدرجه يكرهني؟.., تنظر الى الدواء بيدها ولكن لايكفي هذا فأين كأس الماء؟..,
نظرت لطلال الذي كان يقف امامها وينظر لها بحدة عينيه بغضب...والى علبة الدواء..فبالتأكيد لن تطلب منه كوب الماء بغضبه هذا..,
وتدفقت دموعها بكل حسره وحزن .., نظرت لطلال نظره اخيره كأنها تودعه للابد...كأنها تخبره بموتها الذي تمناه.., توجهت الى السرير واستلقت فوقه وأغمضت عينيها.., لكن طلال كان يعلم ماقصدت مهره..قصدت كوب الماء الذي لاتستطيع جلبه.., وتمالك قلبه الحزن.., لم يكن لهذه الدرجه يكرهها..بل كان يشعر بشعور غريب باتجاهها لكن لايعرف هل هو الحب..؟..ام انه شعور تعود وصداقه.., ومع كبرياءه لم يتجرأ على جلب كوب الماء لها..,
وعند باب الانعاش الطبي كانت نظرات الاهل تتجه الى طلال الذي كان ينزل رأسه وهو يشعر بحزن شديد وعبرات كثيره تجعل منه ظالما ومهره المسكينه مظلومه.., لم يرفع عينه لينظر لهم..وكانت الافكار تأخذه بعيدا..لم تكن حقيره..لم تكن بغاية الخبث..كنت طفلها الصغير..وكانت القلب الابيض للجميع...وبخاصه لي.., يوقف الدكتور تفكير طلال الذي سرعان مايتوجه اليه وهو يرتجف ويسأله: مهره!..مهره وشلونها يادكتور؟..,
_يرد الدكتور وعلى وجهه علامات التعجب_في حالها هذا..استغرب كيف تتعرض لصدمات مثل هذي..عشان تخليها ترفض تعيش..,
_وهو يفتح عينيه منصدم_يعني ايش؟..توفت؟..,
_اعوذ بالله..هي بس رافضه تعيش..انت من؟..زوجها؟..,
_ينزل رأسه_اي انا زوجها..,
يهز رأسه الدكتور ويطلب منهم العوده الى المنزل ويطمئنهم انها بخير الى فحوص الغد..,
طلال الذي شعر لاول مرة بحياته انه يريد مهره ولا احد سواها..حتى انه محا كل مافي جواله يخص وفاء التي كرهها بعد موقفها فلم تكن مهتمه به لهذي الدرجه...وحتى كيف تسمح لنفسها بان تكمل معه هذه العلاقه وهو رجل متزوج..!!..وبالرغم من اخطاءه الى ان مهره كانت لاتشتكي..وفي كل مره لاتقلل من طلباته ورغباته كانت تلبي احتياجاته على اكمل وجهه..فانه لايجد حتى شيء ليستخدمه كأداه ضدها ...كانت امرأه عظيمه بالنسبه الى تصرفاته المراهقه..وأتت الى عقل طلال الظرف!..وينهض فازعا يبحث عنه لكن لايجده ابدا .., وتمالكه الحزن الشديد يؤكد لنفسه انها مزقته.., ويرن الجوال من جانبه طالبين منه القدوم الى المستشفى ضروري بهذا الوقت.., فلم يجد نفسه الا مسرعا الى سيارته...يرتجف لاول مره من اجلها..يبكي اول مره من اجلها..يكثر من الدعاء بالطريق ان لايصيبها مكروه..ويصمت قليلا ليهدأ من روعه...لكن سرعان مايعود الى حاله..,
ينظر لها على السرير.., فتحت عيناها بتعب فرأته.., سحب يدها وقبلها وهو يسقيها من دموعه التي تكاد جديده تماما عليها.., فتجيبه بكل تعب: تدري شنو شفت؟..,
_يبكي ويهز رأسه رافضا_وش شفتي؟..,
_تبتسم بوجه منير_شفت بالحلم..اني قاعده في بيت منور وكله ابيض..وانا لابسه ابيض..وانت معي..,
_تزيد دموع طلال بالنزول_اكيد اكون معك..اليوم وبكره وكل يوم..,
_تدمع بحزن_شفت يومي ياطلال..,
_ينظر لها منصدم_فال الله ولا فالك..,
_تنظر له_هو فال الله..أنا عارفه.., وانصدمت من منظره.., وهو يضع رأسه على رأسها ويبكي بقوه...كأنه طفل ..لاول مره شعرت ان طلال يحبها..لكن!..بعد ايش؟!
ينظر لها نظره اخيره ...فتبتسم وهي تنظر الى الاعلى فقالت: خلاص..,
_يبكي_خلاص ايش؟..,
لكن لم تكن ترد عليه كانت عيناها الى الاعلى ...فعرف مايجري حوله..وزادت دموعه من قوة الموقف بالنزول وهو يدعو الله ان لايكون كما يعتقد..,
تنطلق اشارة الجهاز من جانبه بتوقف قلبها..!!!

هل تعرف مااعانيه؟
هل تعرف مااشعر به؟
هل لديك قلب؟
هذه انا
هل تعرفني؟
ام تجهلني؟
طلال !!
اعرف انك ماحبيتني بيوم
بس تشوف اني استاهل
انك تكرهني؟
ادري ماراح تفهم شنو بقولك
بس الي بقوله
اني حلمت حلم وانا خايفه منه
وابي تريحني منه
انت الوحيد الي احس انه صديقي
الي اشكي له
وله اقولك لاتهتم
الي بقيت اقوله اني
احبـــــك
ياطلال
!!!

هذا ماحواه ظرف مهره الذي وجده طلال باقرب مكان له تحت وسادة اعظم امرأه...مهره.

مشكور على الموضوع

شكرشكرا على الرد

القصة وايد حزينة

شكرا على القصة

مشكورين على المرور

قصة مؤثرة
شكرا