نجح فريق الوداد في إنجاز الوجه الأول من عملة التأهل للدور الثاني عن النسخة الخامسة لدوري أبطال العرب، عندما أنهى مباراة حل فيها ضيفا الإثنين الماضي على نادي كاظمة الكويتي متفوقا بهدف وحيد، وقعه مهاجمه هشام جويعة في الدقيقة 86 من مباراة ثقيلة الظل ألقت الأجواء الرمضانية بثقلها عليها فأثرت على إيقاعها وأيضا على مردودها الفني
وبرغم أن فريقي الوداد البيضاوي، وكاظمة الكويتي حضرا كل بحسب مستواه لهذه المواجهة والآتي من الإستحقاقات في إطار موسم كروي جديد، إذ عسكر الوداد بالبرتغال وتحضر كاظمة بقبرص، إلا أن المباراة بشكل عام جاءت متوسطة فنيا، بل تدنى فيها الأداء الجماعي من الفريقين في مناسبات كثيرة ما جعلها مباراة لا تليق بسمعة وإنجازات فريقين يعتبران قطبين كرويين في المغرب والكويت·
ومال البلغاري ماركوف في مباراته هاته إلى إتخاذ كامل الإحتياط، عندما أخضع لاعبيه لشاكلة 4ـ 4 ـ2 بإعتماد دفاع منطقة مشكل من أربعة عناصر مركزية تقف أمام الحارس فكروش الذي يخوض أولى مبارياته الرسمية مع الوداد، وبإعتماد سقاءين إثنين (كوليبالي ومنقاري) ولعبي وسط داعمين لجبهته الهجوم (الطالبي ومديحي)·
وإختار ماركوف أن يبدأ المباراة بمهاجمين فرسم السعيدي لإستثمار سرعته الفائقة في الإحتراق الجانبي وكما وضع رضا سقيم القادم من شباب المسيرة رأس حربة·
ونشطت عناصر الوداد لتأخر لاعبي كاظمة في الدخول للمباراة في الإستحواذ على الكرة بإعتماد البناءات الثنائية والثلاثية وإذ كان من الصعب ايجاد منفذ لبلوغ مرمى الحارس شهاب الذي سيبرز خلال المباراة برزانته في تعقب الكرات الحساسة·
ولم نتحسس الخطورة فعليا إلا في الكرات الثابتة التي تأتي من أخطاء، ففي الدقيقة الثالثة جرب السقاط نفسه عند تنفيذه لخطأ مباشر تصيده الطالبي، إلا أن حارس كاظمة كان يقظا وحول كرته إلى الزاوية·
هدف تبخر براية حكم
الدخول الفعلي لكاظمة إلى أجواء المباراة، كان مع انقضاء العشرين دقيقة الأولى، إذ أخذ لاعبوه يتنفسون أريج الهجوم، وحصلوا على فرصة ألمعية في الدقيقة 24 عندما إحتسب الحكم الإماراتي فريد علي على الطالبي خطأ نفذه العازمي ليحول المسفيوي الكرة برأسه إلى مرمى فكروش، غير أن راية الحكم المساعد، كانت قد إرتفعت قبل ذلك تخبر بوجود حالة تسلل، ما ألغى الهدف وأحبط نادي كاظمة·
وكانت فرصة التهديف تولد بشكل قيصري، حتى أن ما يستحق منا السرد لم يكن مهددا لمرمى الحارسين وإن كان اللويسي قد سدد كرته من خطأ مباشرة، حول معها حارس كاظمة الكرة إلى الزاوية وهو الشيء ذاته الذي أتى به العميد مديحي، عندما صوب قذيفة زاغت قليلا عن المرمى لينتهي الشوط الأول بالأصفار نتيجة وأداء·
ماركوف يدعم الهجوم
وجاءت قراءة البلغاري ماركوف مدرب الوداد لمعطيات الجولة الأولى وبخاصة لنوعية وشكل أداء فريق كاظمة لتدفعه إلى متغير تكتيكي في صورة تغيير على مستوى العنصر البشري، لقد لاحظ ماركوف أن تباطؤ الطالبي يضعف الأداء الهجومي، فقرر الإستعاضة عنه بهشام جويعة، ونقل الشاكلة من 4 ـ4 ـ2 إلى 4ـ3 ـ3 وهي شجاعة أكثر منها مجازفة·
إلا أن المباراة ظلت على رتابتها إن لم يكن الآداء الجماعي قد ساد فيها، بسبب غياب عنصر يجيد التمريرة الحاسمة، وبسبب ضعف اللياقة التنافسية التي هي من طبيعة المرحلة إذ أن الفريقين معا يوجدان في بداية الموسم الكروي مع ما ينعكس من ذلك على الإيقاع بالخصوص·
وعلى مدار 35 دقيقة كاملة، لم نشهد أي تهديد حقيقي لأي من الحارسين إلا ما كان من تناوب عقيم في إحتكار الكرة ومن أخطاء في التمرير، إلى أن جاء تعويض سقيم بيضوضان، ليجعل من آخر عشر دقائق أجمل ما في المباراة كلها·
جويعة هدف من ثلاث فرص
بمجرد أن أخلى سقيم بتركه مكانه لبيضوضان مركز قلب الهجوم الفعلي لهشام جويعة، حتى دخلنا زمن الفرص الأكيدة، وقد كانت بدايتها في الدقيقة 79 عندما أرسل بيضوضان كرة في العمق صوب هشام جويعة الذي نجح في الإختراق وعندما هم بمراوغة حارس كاظمة تعثر وضاعت منه فرصة لامعة·
نفس جويعة سيعود بعد دقيقتين ليحصل على كرة أخرى مررت له فوق طبق إنطلق به وعلى مقربة من منطقة الحقيقة، سدد بضعف في يد الحارس·
وكأن التفوق الودادي الملحوظ في آخر عشرين دقيقة لم يرد أن يذهب سدى، فقد حضر الحظ مع جويعة ليجعل الفرصة الثالثة ثابتة، إذ تسلم في الدقيقة 89 كرة من العمق، إنطلق بها كالسهم، ساعده أن حارس كاظمة تردد في الخروج من مرماه فسدد هذه المرة بقوة موقعا هدف المباراة الوحيد، هدف الفوز للوداد بالكويت·
فوز يعطي للوداد هامشا من الثقة والإطمئنان ولكنه يبقي أبواب المفاجأة مشرعة فالتأهل إلى الدور الثاني أشبه بجلد الدب الذي لا يباع قبل قتله
جريدة المنتخب الرياضية
الأحد أكتوبر 14, 2007 8:54 pm
