الهندمن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة(تم التحويل من
هند)
اذهب إلى:
تصفح,
ابحثجمهورية الهند (
بالهندية: भारत गणराज्य) هي دولة في جنوب
آسيا، تشمل معظم أراضي
شبه القارة الهندية. للهند سواحل تمتد على أكثر من 7000 كلم، تجاورها كل من
باكستان وأفغانستان من الشمال الغربي،
الصين،
نيبال،
وبوتان من الشمال،
بنغلاديش و
ميانمار من الشرق. في المحيط الهندي، تحاذيها
جزر المالديف من الجنوب الغربي،
سريلانكا من الجنوب، و
أندنوسيا من الجنوب الشرقي. الهند هي ثاني أكبر البلدان في العالم من حيث تعداد السكان، يزيد عدد سكانها اليوم على المليار نسمة، كما تحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث المساحة.
عرفت الهند قيام بعض من الحضارات الأولى التي شهدها العالم القديم، كما كانت مركزا لعديد الطرق التجارية المهمة عبر التاريخ، كما قامت على أرضها خمس من أهم الديانات في العالم:
الهندوسية،
البوذية،
الجانية والسيخية. كانت في السابق جزءا من أراضي التاج
البريطاني، قبل أن تستقل عنها عام
1947 م، عرفت الهند نموا معتبرا في ميدان
الاقتصاد خلال العشريتين الأخيرتين، كما صارت تلعب دورا أكبر في المنطقة والعالم.
الشعار المكتوب: ساتيا ميوا جايتي
(
سنسكريتي: الحقيقة وحدها تنتصر)
التاريختتواجد في
بيمبتكا (Bhimbetka) في
ماديا براديش بعض الملاجئ الصخرية عليها رسومات قديمة تعود إلى
العصر الحجري، وتعد من أقدم الدلائل على التواجد الإنساني في الهند. ظهرت أولى المستوطنات البشرية الدائمة منذ حوالي 9,000 سنة، وعرفت هذه الحضارات الأولى باسم
حضارات وادي السند، شهدت عصرها الذهبي عصورها أثناء الفترة من 2,600 ق.م حتى 1،900 ق.م.
معالم سانتشي شتوبا، ولاية ماديا براديش، يعود تاريخ تشييد هذه المدينة إلى القرن الثالث للميلاد (أثناء عهد الملك
أشوكا)
منذ القرن الخامس قبل الميلاد، تشكلت عدة ممالك مستقلة. كانت
مملكة ماوريا والتي نشأت في شمال البلاد أهمها على الإطلاق، وحّد ملوكها بلاد الهند لأول مرة، واشتهر من بينهم
أشوكا بعد أن تحول إلى الديانة
البوذية. مع حلول سنوات 180 ق.م الميلاد، أخذت الغزوات القادمة من آسيا الوسطى تتوالى، وتوالت معها الممالك المختلفة الأصول: هندية-إغريقية، هندية-بارتية، ثم مملكة "
كوشان" أخيرا. حلت سلالة "كوبتا" منذ القرن الثالث للميلاد، وعاشت الهند معها عهدا ذهبيا. في الجنوب قامت ممالك عديدة: تشالوكياس، تشيراس وغيرهم. وعرفت العلوم والفنون،
الرياضيات، الفلك، الهندسة، والفلسفة ازدهارا في ظل حكم هذه الأسر.
بدأت الجيوش الإسلامية محاولاتها الأولى لفتح الهند منذ الفترة
الأموية، استقرت رقعة الدولة الإسلامية على حدود
نهر السند. منذ قواعدهم في أفغانستان أطلق
الغزنويون أولى الحملات لغزو بلاد ما وراء السند، انتهت هذه المرحلة مع قيام
سلطنة دلهي، أولى الممالك الإسلامية المستقلة في الهند. استطاعت دولة
آل تغلق (ح
1350 م) أن تضم أغلب أراض شبه الجزيرة الهندية (عدا مناطق أقصى الجنوب). في القرن السادس عشر شكل قدوم
المغول الحدث الفارق في
تاريخ الهند، استطاع هؤلاء أن يؤسسوا لحضارة جديدة، تمازجت فيها الثقافتين الهندية والإسلامية. كانت مناطق أقصى الجنوب الاستثناء الوحيد في تاريخ الهند، فقد عاشت هذه بمعزل عن التطورات السياسية للقارة الهندية.
بدأ
الأوروبيون ومنذ اكتشاف الطرق البحرية الجديدة يتوافدون إلى الهند، وكانت الآفاق التجارية التي تمثلها هذه البلاد الغنية حافزا لتنافس كل من
البرتغاليين،
الفرنسيين والإنكليز فيما بينهم، استغل هؤلاء مرحلة الضعف والانقسام الطائفي التي كانت تعيشه الهند لإنشاء مستعمرات جديد لهم. فرضت القوى الغربية قوانين جديدة كان هدفها استغلال موارد البلاد إلى أقصى درجة، حاول الهنود التمرد على الوضع الجديد، فقامت ثورة شعبية عام
1857 م
ضد شركة الهند الشرقية البريطانية، انتهت الثورة بالقضاء على مظاهر الحكم المغولي في الهند وأصبحت البلاد منذ ذلك العهد مستعمرة خاضعة
للتاج البريطاني. قاد
الماهاتما غاندي حركة سلمية تتمسك بمبدأ الـ"
لاعنف"، استطاعت وبعد سنوات طويلة من الكفاح أن تحصل على وعد بالاستقلال. في يوم
8 أغسطس 1949 م تم الإعلان عن استقلال الهند رسميا، ثم أصبحت البلاد ومنذ
26 يناير 1950 م جمهورية.
بسبب تعدد الأعراق والديانات، عرف الكيان الهندي الناشئ العديد من النزاعات الطائفية والانتفاضات الشعبية. مع كل هذه المشاكل وباستثناء فترة قصيرة من
1975-
1977 م تم فيها الإعلان عن حالة الطوارئ (أثناء حكم
أنديرا غاندي)، أصبحت الهند دولة ديمقراطية علمانية. للهند العديد من النزاعات الحدودية مع جارتها
الصين. دخل البلدان على أثرها في صراع مسلح قصير عام
1962 م، ثم جارتها الثانية
باكستان والتي دخلت معها في ثلاث حروب، 1947، 1965 و1971 م. الهند من الأعضاء المؤسسين
لمنظمة دول عدم الانحياز. أجرت أولى التجارب
لنووية تحت الأرض عام
1974 م، فدخلت بذلك عضوا غير رسمي في نادي الدول النووية، أتبعتها بإجراء خمسة تجارب أخرى عام 1998 م، أشرف عليها الرئيس الحالي عبد الكلام. حولت الإصلاحات الاقتصادية التي شرعت فيها الحكومة منذ
1991 م، الهند إلى إحدى الدول الأكثر نموا في العالم.
نظام الحكم
جاء في الدستور أن الهند جمهورية ديمقراطية وعلمانية ذات سيادة. نظامها السياسي جمهوري ذو طابع إتحادي، يتشكل البرلمان من غرفتين تشريعيتين، لهما نظام وضع على شاكلة النظام البرلماني البريطاني (
ويستمنستر). نظام الحكم في الهند ذو ثلاثة هيئات: تشريعية، تنفيذية وقضائية.
الرئيس هو أعلى سلطة تمثيلية في هرم الدولة، وتعتبر صلاحيته شرفية فقط. يتمثل دوره في الدفاع عن الدستور، المصادقة على القوانين وإصدار مراسيم العفو. يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة. يتم انتخاب الرئيس ونائبه بطريقة غير مباشرة عن طريق هيئة انتخابية لعهدة واحدة مدتها خمس سنوات. رئيس الوزراء هو رأس الحكومة، ويملك أغلب السلطات التنفيذية. يختاره نواب الحزب الحاكم أو أحزاب التحالف التي تملك الأغلبية البرلمانية. لا ينصُ الدستور على اختيار رئيس الوزراء من بين نواب البرلمان، على أن هذا كان حال بعض من تولوا هذا المنصب.
البرلمان هو الهيئة التشريعية في الهند، يتألف من غرفتين، الغرفة العليا (مجلس الدولة) وتسمى "
راجيا سابها"، والغرفة السفلى (مجلس الشعب) وتسمى "لوك سابها"، تختار الهيئة الانتخابية الأعضاء الـ245 لمجلس الدولة، وتمتد عهدتهم إلى ست سنوات. يتم انتخاب الأعضاء الـ552 للغرفة الثانية عن طريق الاقتراع العام لمدة خمسة أعوام، وتتحدد عن طريق هذا المجلس مختلف القوى السياسية وكذا التشكيلة الحكومية. يحق لأي مواطن هندي يبلغ الثامنة عشر من العمر الانتخاب.
تتشكل السلطة التنفيذية من الرئيس، نائب الرئيس، ومجلس الوزراء والذي يترأسه رئيس الحكومة نفسه. ينبغي على أي من الوزراء ذوي الحقائب أن يكون عضوا في إحدى غرفتي البرلمان. في النظام اللالاةنكيلاتنيبل الهندي، تخضع الهيئة التنفيذية للهيئة التشريعية.
للهند نظام قضائي مستقل، يمثله رئيس المحكمة السيادية (أو العليا) الهندية، وهي أعلى الهيئات القضائية. تتمتع المحكمة السيادية بحق النظر في قضايا المنازعات تحدث بين الولايات الاتحادية والسلطة المركزية، وكذا صلاحية نقض قرارات المحاكم العليا الهندية. هناك ثمانية عشر (18) محكمة عليا في الهند، بعضها له صلاحيات على عدة اتحادية، وبعضها الأخر على ولاية واحدة فقط (الولايات الكبرى). يتم الاحتكام إلى رئيس الدولة في حال وجود خلاف بين الهيئة التشريعية والهيئة القضائية. يحمي الدستور الهيئات المستقلة على غرار هيئة الانتخابات الهندية، هيئة النيابة العامة الهندية، هيئة المراقبة والمحاسبة العامة