<P>إن استقبال طفل جديد يعنى عادةً تغيير روتين حياة الأم والأب، فما بالك لو كنت تستقبلين طفلين معاً، بالطبع سيمثل ذلك تحدياً مضاعفاً! هناك على كل حال بعض الأشياء التى يمكن أن تقوم بها الحامل فى توأمين لكى تسهل على نفسها الأمور فيما بعد، والتخطيط مسبقاً قطعاً أحد هذه الأشياء. مجلة الأم والطفل تمنحك النصائح الآتية عند التخطيط لاستقبال توأمين:
</P>
<P> </P>
<P> </P>
<P> </P>
<P>أغلب الأمهات اللاتى لديهن توائم فى سن المدرسة ترين أن الحياة كانت من الممكن أن تكون أسهل فى الأيام الأولى بعد الولادة إذا كن قد توقعن الأمور على حقيقتها وخططن لها مسبقاً.
</P>
<P> </P>
<P> </P>
<P>يجب أن تقوم الأم ببعض التخطيط مسبقاً، فإذا لم تكونى قد خططت لذلك بعد، اختلى بنفسك بعض الوقت ودونى كل الأشياء التى تحتاج إلى تعديل فى أسلوب حياتك حتى تلائم الضيفين الجديدين.
</P>
<P> </P>
<P> </P>
<P>تقول سلوى – والدة التوأمين على وعليا: "الأمر لا يتوقف فقط على أن يكون لديك ما يكفى من الأشياء (رغم أن تجهيز كل الاحتياجات اللازمة أمر هام)، لكن الأهم هو تحديد أولوياتك وكيف ستسير الأمور بعد أن تستقبلى توأميك."
</P>
<P> </P>
<P> </P>
<P>نحن عادةً فى مصر لا نستعد للأشياء إلا فى آخر لحظة. ورغم أن هناك الكثير من الأشياء التى لا يمكن التخطيط لها إلا أن التنظيم سيساعدك كثيراً. إليك بعض الأشياء التى يمكنك وضعها فى الاعتبار: </P>
<P> </P>
<P> </P>
<P> </P>
<P>سرير واحد أم اثنين؟ </P>
<P> </P>
<P>سواء اخترت شراء سرير واحد أو اثنين، غالباً ما ستجدين نفسك في البداية تضعين الطفلين في سرير واحد. كثير من الأمهات تفضلن وضع التوائم معاً في سرير واحد موازياً لسريرهن لتسهيل عملية الرضاعة الليلية. بالإضافة إلى أن الكتب المتخصصة في الموضوعات الخاصة بالتوائم تقول أن وضع التوأمين معاً في سرير واحد خلال الشهور الأولى يجعلهما يشعران بالأمان أكثر. تذكرى أيضاً أن حجم التوائم عادةً يكون أقل من حجم الأطفال العاديين فلن يحتاجا لمساحة السريرين فى البداية. لكن ضعى فى اعتبارك أن حجم التوأمين سيزيد وأن التوائم ليسوا دائماً لهم نفس الطباع، فقد لا يهدأ أحد التوأمين طوال الليل بينما قد يحب الآخر النوم فى هدوء.
ليلى والدة التوأمتين هنا وجنة، اشترت سريرين لكن خلال الشهور الأولى كانت تضع التوأمتين معاً فى سرير واحد لأن حجمهما كان صغيراً للغاية. تقول ليلى: "عندما أصبح عمر التوأمتين 6 أو 7 شهور أصبحت كل منهما تنام فى سرير منفصل عندما ترغبان هما فى ذلك لكن أحياناً كانتا تفضلان النوم معاً فى سرير واحد."
المساحة أيضاً عامل مهم، فإذا كان لديك أطفال أكبر ولا يوجد مكان لسريرين من أجل التوأمين، فيمكنك حينئذ الاكتفاء بسرير واحد حتى يكبر التوأمين ويستطيعا النوم فى سرير عادى بسور لحمايتهما. السراير التى تتكون من دورين أو السراير العريضة تحل مشكلة المساحة إذا كانت مساحة البيت لا تسمح بأن يكون لكل طفل غرفة مستقلة.
أماكن التخزين
الأطفال يحتاجون لكثير من الأشياء، وبالطبع إذا كان هناك أكثر من طفل يجب أن تعرفى أين ستضعين كل هذه الأشياء. الأرفف حيث يمكنك وضع كل مستلزمات التغيير لطفلك مثل الحفاظات، الفوط، البافتات، الكريمات، والغيارات الداخلية تسهل عليك أخذ ما تحتاجينه من هذه الأشياء لكن إذا لم تكونى حريصة، فيمكن أن تصبح هذه الأرفف فوضى. بعد أن تستقبلى توأميك، يمكنك أن تعرفى بالتقريب عدد المرات التى يحتاجان فيها للتغيير وبالتالى يمكنك تجهيز كل احتياجاتهما اليومية على الأرفف مع ترك بقية الأشياء فى الدولاب المغلق بعيداً عن النظر. فى نهاية كل يوم، جهزى احتياجات الطفلين لليوم التالى حتى لا تضطرين للجرى هنا وهناك للبحث عما تحتاجينه وتتركين طفلك عارياً.
اطلبى المساعدة
اكتبى قائمة بأسماء الناس الذين يمكنك أن تطلبى منهم المساعدة. سواء كانت هذه هى المرة الأولى التى تنجبين فيها أو حتى إذا كنت قد أنجبت من قبل ولديك خبرة، ستجدين أن التوائم لهم متطلبات أكثر وبالقطع ستحتاجين لمساعدة. فى الأسابيع الأولى ستحتاجين لوجود أحد معك طوال الوقت، وكثير من الأمهات اللاتى لا تفضلن وجود شغالة مقيمة، ستجدن أن ذلك قد أصبح أمراً ضرورياً بعد استقبال التوائم. إذا كانت ظروفك لا تسمح بإقامة أحد معك أو إذا كنت لا تحبين ذلك، حاولى إيجاد شخص يباشر الأعباء المنزلية فى الأيام الأولى من وصول التوأمين، فلا يجب أن تنشغلى فى هذا الوقت بأمور مثل الطهى، التسوق، أو الأعمال المنزلية.
مسئولية الأخوة
إذا كان لديك أطفال آخرين، فيجب أن تعرفى من سيرعاهم عندما تكونين منشغلة بالتوأمين، لذا يكون هذا وقتاً مناسباً لإشراك زوجك فى رعاية الأطفال. إذا كان لديك طفل وتعتقدين أنه فى سن مناسبة للذهاب إلى الحضانة، من الممكن أن تحاولى إيجاد حضانة يذهب للعب فيها لبضع ساعات كل يوم. من الأفضل أن يلتحق طفلك بالحضانة ويستقر بها قبل الثلاث شهور الأخيرة من الحمل، ولا تتركى هذا الأمر حتى آخر لحظة، لأن طفلك سيحتاج لبعض الوقت حتى يتواءم مع جو الحضانة الجديد، وبما أن أغلب التوائم يولدون قبل موعدهم، فلن يكون لديك الوقت أو الطاقة لمساعدته على تخطى هذه الفترة الانتقالية فى حياته إذا انتظرت حتى آخر لحظة.
سواء اخترت إدخال طفلك حضانة أو إرساله لقضاء بعض الوقت عند بعض أقاربه، كونى حريصة على مشاعره. إن أسوأ شئ قد يشعر به الطفل هو الشعور بأن بيته وطفولته قد سلبهما منه هذان الغريبان! يمكنك أيضاً إشراك طفلك الأكبر سناً فى رعاية المولودين الجديدين. تذكرى أنك تحتاجين لكل المساعدة فى رعاية توأميك، فلا مانع من تقبل مساعدة طفلك فى بعض الأمور مثل مساعدتك فى تحضير أدوات الحمام أو مناولتك الحفاظة أثناء التغيير للتوأمين.
رضاعة طبيعية أم صناعية؟
لا يمكنك تقرير ذلك قطعياً إلا بعد الولادة، لكن يمكنك التفكير على الأقل فيما تنوين عليه. رغم أنه من المفيد مناقشة هذا الأمر مع متخصص أو مع أمهات أخريات إلا أنك أنت التى تستطيعين تقييم ظروفك وتقرير هذا الأمر. تعرفى على أهمية الرضاعة الطبيعية ثم اتبعى غريزتك. كثير من الأمهات لا تعرفن أن لبنهن قد يكفى الطفلين ولذا تنصرفن عن الرضاعة الطبيعية من البداية. رغم أن إرضاع توأمين قد يبدو غريباً ويحتاج إلى مهارة إلا أنك إذا عرفت كيف تتعاملين مع طفليك، سيمكنك التحكم فى هذا الأمر وإرضاعهما معاً. التدريب على إرضاع التوأمين قبل الولادة باستخدام عروستين قد يفيدك.
جربى الآتى: اخلعى ناحيتى حمالة الصدر الخاصة بالرضاعة لكى ينكشف ثدييك، ثم أمسكى بإحدى العروستين وضعى جسمها تحت ذراعك بحيث يكون رأسها مقابل لثديك وبقية جسمها بمواجهة ظهرك، وافعلى نفس الشئ مع العروسة الأخرى فى الجانب الآخر. إن وضع بعض الوسادات على ركبتيك سيساعد على سند رأس الطفلين وتقريب فمهما من الحلمتين بأقل جهد.
الأمهات اللاتى ترغبن فى إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية دون الاستعانة بلبن صناعى يجب أن تحصلن على بعض المساندة المعنوية من الأزواج والأهل. تتذكر ليلى أنه لولا إصرارها ومساندة زوجها أحمد لكانت قد انصرفت عن الرضاعة الطبيعية من البداية. </P>
<P> </P>
<P>
تقول ليلى بفخر: "أصرت أسرتى وطبيبى على أن الرضاعة الطبيعية لن تكفى وقد صعب ذلك علىّ الأمر أكثر. أول أيام كانت حقاً صعبة حتى بدأ اللبن فى التدفق ولكى يستمر اللبن فى التدفق كنت أرضعهما 20 ساعة كل يوم." رغم أن ذلك قد يبدو كثيراً إلا أن ليلى تشعر أن الأمر كان يستحق هذا العناء. </P>
<P> </P>
<P>
وتضيف ليلى: "ليست كل امرأة على استعداد للتضحية بكل هذا الوقت والجهد من أجل الرضاعة الطبيعية، لكن تصوروا مدى الفخر الذى شعرت به عندما وصل توأمى إلى عمر 5 شهور ولم يتذوقا أى شئ غير لبنى أنا ولا حتى الماء!" لقد ظلت ليلى ترضع طفليها رضاعة طبيعية حتى عمر 22 شهراً. </P>
<P> </P>
<P>
إذا قررت أن ترضعى أطفالك رضاعة طبيعية، يجب أن تتذكرى أنه التزام قوى، واسألى نفسك إن كانت مسئولياتك ستعطيك الفرصة لإعطاء كل وقتك وجهدك من أجل الوفاء بهذا الالتزام. رغم أن الرضاعة الطبيعية هى أفضل ما يمكنك تقديمه لأطفالك الصغار، إلا أن ذلك يعنى عدم قدرة أى شخص آخر على مساعدتك فى إطعامهم إلا إذا كنت تعصرين كمية من اللبن تكفى الطفلين. إذا كنت على سبيل المثال تديرين عملاً خاصاً وتضطرين للسفر كثيراً، ففى الغالب لا تكون الرضاعة الطبيعية مناسبة لك. </P>
<P> </P>
<P>
بعض الأمهات تجمعن بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية. فايزة التى لحسن حظها تسكن بجوار والدتها تتبع نظاماً طريفاً مع توأميها فتقول: "أنا أترك أحد التوأمين مع والدتى لمدة 24 ساعة لكى ترضعه بالببرونة وتغير له وترعاه بينما أقوم أنا بإرضاع الآخر رضاعة طبيعية، وفى اليوم التالى نبدل الطفلين." رغم أن ذلك قد تؤثر على الترابط بين الأم وطفلها، ولا تشعر الأم بتجربة وجود توأمين، إلا أن هذه الطريقة نجحت مع فايزة وطفليها وقد أصبحا الآن عمرهما 18 شهراً. </P>
<P> </P>
<P>
الحامل فى توأمين تكون قلقة بخصوص الرضعات الليلية لكن بمجرد وضع روتين معين تسير الأمور على ما يرام. من الصعب التخطيط مسبقاً لمسألة الرضعات الليلية لأن الأطفال - حتى التوائم المتطابقين - يكون لكل منهم شخصيته المختلفة عن الآخر. </P>
<P> </P>
<P>
تقول إحدى الأمهات أن إحدى توأميها كانت تحارب حتى تأخذ ما يكفيها من الرضاعة بينما أخوها كان يسعد بمص إصبعه وانتظار دوره. إذا استيقظ أحد التوأمين للرضاعة الليلية، يمكنك إيقاظ التوأم الآخر ليرضع أيضاً أو يمكنك النوم لبضع دقائق حتى يرغب هو فى الرضاعة. غالباً ما ستجربين الطريقتين حتى تعرفى الطريقة الأنسب لكم أنتم الثلاثة. </P>
<P> </P>
<P>
إذا اخترت الرضاعة الصناعية، يجب أن تعلمى أن لها مشاكلها أيضاً، فاللبن الصناعى له ثمنه لذا يجب أن تضعى ذلك فى الاعتبار. كما أنك ستحتاجين دائماً لتحضير ببرونات معقمة، فأسوأ شئ هو أن تجدى توأميك يصرخان من الجوع ولا توجد أى ببرونة معقمة!</message>
</P>