تأهل المنتخب السعودي لملاقاة نظيره العراقي في المباراة النهائية لكأس أمم آسيا الرابعة عشرة، بتحقيقه فوزاً مثيراً في نصف النهائي يوم الأربعاء على نظيره الياباني حامل اللقب في النسختين الماضيتين بنتيجة (3-2)، ليكون بذلك النهائي عربياً خالصاً للمرة الثانية في تاريخ البطولة.
وكان المنتخب العراقي قد حقق إنجازاً تاريخياً في وقت سابق من يوم الأربعاء بتأهله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن تغلب على نظيره الكوري الجنوبي بركلات الترجيح (4-3) في مباراة الدور نصف النهائي الأولى التي انتهت بالتعادل السلبي في وقتيها الأصلي والإضافي.
وكان أول نهائي بين منتخبين عربيين في النسخة الحادية عشرة من البطولة عام 1996، وجمع بين منتخبي الإمارات (الدولة المنظمة) والسعودية أيضاً، وفاز الأخير حينها بلقبه الآسيوي الثالث.
يذكر أن المباراة النهائية التي ستقام يوم الأحد المقبل علي ملعب بونغ كارنو في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ستكون المباراة النهائية السادسة للمنتخب السعودي في ثامن مشاركة له في نهائيات كأس آسيا. في الوقت الذي سيلعب المنتخب الياباني للمرة الأولى في تاريخه مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وستجمعه المباراة بنظيره الكوري الجنوبي يوم الأحد المقبل أيضاً على ملعب جاكا بارينغ في مدينة باليمبانغ الإندونيسية.
السعودية – اليابان
أقيمت المباراة على ملعب ماي دينه في العاصمة الفيتنامية هانوي، وقدم المنتخب السعودي مستوى رائع خاصة من الناحية الهجومية، فنجح في افتتاح التسجيل في الدقيقة 35 عن طريق ياسر القحطاني، لكن المدافع المخضرم يوجي ناكازاوا عادل النتيجة للمنتخب الياباني بعدها بدقيقتين لينتهي الشوط الأول بالتعادل 1-1.
وبعد دقيقتين من انطلاق الشوط الثاني، تقدم المنتخب السعودي مرة أخرى عن طريق رأسية المهاجم مالك معاذ، وعاد المنتخب الياباني العنيد ليتعادل مرة أخرى عن طريق يوكي آبي في الدقيقة 53، لكن معاذ نجم اللقاء نجح بعد أربعة دقائق فقط في حسم النتيجة للأخضر السعودي بإحرازه أجمل أهداف اللقاء.
لم تشهد صفوف المنتخبين أي تغييرات تذكر عن تشكيلتهما المعتادة في مبارياتهم الماضية، كما أنهما لم يعانيا من أي غيابات بسبب إصابات أو إيقافات، وشهدت بداية اللقاء سيطرة شبه تامة للمنتخب الياباني الذي ضغط بشكل كبير من الدقيقة الأولى بحثاً عن هدف التقدم.
ولكن الدفاع السعودي وحارس مرماه نجحوا في إيقاف الخطورة اليابانية حتى منتصف الشوط الأول، الذي بدأ فيه لاعبو خط وسط "الأخضر" في الإمساك بزمام الأمور بعض الشيء والزحف تدريجياً نحو المرمى الياباني.
ونجح ياسر القحطاني في افتتاح التسجيل للسعوديين في الدقيقة 35 عندما استغل فشل الدفاع الياباني في تشتيت كرة عرضية من عبد الرحمن القحطاني واقنصها بتسديدة قوية داخل مرمى الحارس يوشيكاتسو كاواغوتشي.
وصعد ياسر بهذا الهدف إلى صدارة ترتيب هدافي البطولة بالمشاركة مع الياباني ناوهيرو تاكاهارا بعد أن رفع رصيده الإجمالي إلى 4 أهداف.
ولكن الفرحة السعودية لم تدم طويلاً فبعد دقيقتين فقط استغل المدافع يوجي ناكازاوا ركلة ركنية لعبها ياسوهيتو إيندو من الناحية اليسرى ليرسل كرة قوية برأسه داخل الشباك السعودية مستغلاً خروج الحارس ياسر المسيليم في توقيت خاطيء.
ومع انطلاق الشوط الثاني ظهر المنتخب السعودي بشكل مغاير تماماً ونجح في تقديم أروع عروضه حتى الآن في البطولة، وتألق بشكل خاص المهاجم مالك معاذ الذي سجل الهدف الثاني للسعوديين والأول له في هذه البطولة بعد دقيقتين فقط من انطلاق الشوط، عندما قابل عرضية أحمد البحري من الناحية اليمنى برأسية قوية سكنت الزاوية اليسرى للمرمى الياباني.
ومرة أخرى جاء الرد الياباني سريعاً، ولكن هذه المرة بعد 6 دقائق عندما عانى المنتخب السعودي مرة أخرى من كرة عرضية لعبها إيندو من الناحية اليسرى ومهدها تاكاهارا برأسه إلى المدافع يوكي آبي الذي لم يتوانى عن إيداعها الشباك ببراعة.
ولم تمر أربع دقائق أخرى حتى عادت الأفضلية للمنتخب السعودي عندما مرر عبد الرحمن القحطاني كرة بينية وصلت لمعاذ داخل المنطقة، فراوغ الأخير الدفاع الياباني بطريقة أكثر من رائعة ووضع الكرة بطرف قدمه داخل المرمى الياباني.
وسيطر المنتخب السعودي على مجريات اللقاء بعد ذلك دون الاندفاع للهجوم، من أجل المحافظة على النتيجة، وكان للتغيير الذي أجراه البرازيلي هيليو دوس أنجوس بإشراكه اللاعب أحمد الموسى بدلاً من عبد الرحمن القحطاني أثر كبير في السيطرة على منتصف الملعب.
ولم تشهد النصف ساعة الأخيرة سوى بعد التسديدات بعيدة المدى من لاعبي الفريقين، وكانت أخطرها في الدقيقة 81 عندما سدد البديل ناوتاكي هانيو كرة قوية من خارج المنطقة ارتدت من العارضة.
ونجح الدفاع السعودي بقيادة المتألق أسامة الهوسوي في تحجيم خطورة اليابانيين في الدقائق المتبقية ليخرج الفريق بفوز تاريخي هو الأول للأخضر على نظيره الياباني في نهائيات كأس آسيا، ليثأر بذلك لهزائمه أمامه من قبل في ثلاث مناسبات كانت أشرها في نهائي عام 1992 في اليابان ونهائي عام 2000 في لبنان.
العراق – كوريا الجنوبية
لم ترق المباراة إلى مستوى التوقعات، فالتزم الفريقان الحذر في معظم فتراتها وكانت للأمطار الغزيرة التي هطلت على ملعب بوكيت جليل في العاصمة الماليزية كوالالمبور أثراً كبيراً على أداء لاعبي الفريقين الذين عانوا كثيراً من أجل التحكم في الكرة على أرضية الملعب المبتلة تماماً.
ورغم ذلك كان بإمكان المنتخب العراقي أن ينهي اللقاء لصالحه لو نجح في استغلال الفرص التي سنحت له، والتي كان أخطرها في الوقت الإضافي الأول الذي أبعد فيه المدافع الكوري الجنوبي كيم جين كيو هدفاً مؤكداً من على خط المرمى لهوار ملا محمد.
لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي فشل فيها الحارس الكوري الجنوبي المخضرم لي وون جاي في التصدي لأية ركلة، في الوقت الذي نجح فيه الحارس العراقي نور صبري في التصدي للركلة الرابعة من يوم كي هون، قبل أن يضيع كيم جونغ يو الركلة الخامسة، ليفوز المنتخب العراقي بنتيجة (4-3)
لم تشهد تشكيلة العراق تغييراً يذكر عن المباراة الأخيرة أمام فيتنام في الدور ربع النهائي سوى عودة لاعب الوسط قصي منير من الإيقاف ليشارك من البداية، في الوقت الذي كان التغيير الأبرز في التشكيلة الكورية الجنوبية هو مشاركة المهاجم تشو جاي جين من البداية بدلاً من المخضرم لي دونغ كوك.
وشهد الشوط الأول فرص قليلة للتهديف من جانب الفريقين، وكان المهاجم العراقي يونس محمود هو الأقرب لافتتاح التسجيل في هذا الشوط في أكثر من مناسبة، ففي الدقيقة 16 خطف الكرة من بين عدة مدافعين كوريين بتسديدة مباغتة مرت بجوار القائم الأيمن، ثم لاحت له فرصة أخرى قبل نهاية الشوط بخمس دقائق عندما مرر له هوار كرة بينية جميلة ، فسددها هذه المرة مرت بجوار القائم الأيسر.
وفي الشوط الثاني، هبط أداء المنتخب العراقي بشكل ملحوظ وكانت السيطرة للمنتخب الكوري الجنوبي الذي أضاع عدة فرص كانت كافية لإنهاء المباراة، لاحت معظمها لنجم الفريق لي تشون سو.
ففي الدقيقة 61، أبعد الحارس نور صبري ببراعة تسديدة قوية من يوم كي هيون، أضاع بعدها بدقائق لي تشون سو أبرز فرص فريقه في اللقاء، حين اقتنص كرة ساقطة داخل منطقة الجزاء ولعبها بقدمه اليمنى على الطائر، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر بسنتيمترات قليلة.
وعاد نور صبري للتألق مرة أخرى في الوقت بدل الضائع عندما سيطر ببراعة على تسديدة قوية من خارج المنطقة لعبها لي تشون سو، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
وفي الشوط الإضافي الأول، انتفض المنتخب العراقي وكان هو الأفضل بجميع المقاييس، فكاد أن يحسم نتيجة اللقاء في الدقيقة 104 عندما سدد هوار ملا محمد كرة من داخل المنطقة ارتدت من القائم الأيمن ثم أبعدها المدافع الكوري الجنوبي كيم جين كيو من على خط المرمى في اللحظات الأخيرة.
وكانت أخطر فرص الشوط الإضافي الثاني أيضاً من نصيب العراقيين عندما لعب البديل أحمد مناجد كرة رأسية متقنة سيطر عليها الحارس الكوري ببراعة.
واحتكم الفريقان لركلات الجزاء فنجح كل من هوار ملا محمد وقصي منير وحيدر عبد الأمير وأحمد مناجد في التسجيل، بينما سجل لكوريا الجنوبية كل من لي تشون سو ولي دونغ كوك وتشو جاي جين، وصد نور صبري ببراعة الركلة الرابعة من يوم كي هون، قبل أن يسدد كيم جونغ يو الركلة الخامسة في القائم الأيسر ليفوز المنتخب العراقي بنتيجة (4-3).